جامعة الدول العربية وتعزيز العلاقات العربية - الإفريقية

أولت جامعة الدول العربية مسألة تعزيز العلاقات العربية - الإفريقية اهتماما كبيرا، إذ احتلت هذه المسألة مكانة خاصة ضمن أولويات العمل العربي المشترك، وذلك نظرا للصلات والروابط التاريخية والجغرافية والثقافية القائمة بين الشعوب العربية والإفريقية، ولما تشكله إفريقيا من عمق استراتيجي مهم للأمن القومي العربي. وقد اتخذت العلاقات العربية - الإفريقية شكلها الحديث في عقد الخمسينيات، وتجسد ذلك في التنسيق والتضامن بين الجانبين العربي والإفريقي من أجل مقاومة الاستعمار والتخلص من الاحتلال والكفاح من أجل الحرية والاستقلال. كما تجسد أيضا في الدعم السياسي العربي لحركات الاستقلال في إفريقيا داخل أروقة الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز، ومن خلال المساندة المباشرة لحركات التحرير الإفريقية.

ومع قيام منظمة الوحدة الإفريقية في مايو 1963 وانضمام الدول العربية الإفريقية إليها وتزايد عدد الدول الإفريقية المستقلة، دخلت العلاقات العربية - الإفريقية آفاقا جديدة من التعاون السياسي والدعم المشترك للقضايا والحقوق العربية والإفريقية. من ناحية أخري، استمر التعاون الاقتصادي والفني في الاحتفاظ بطابع ثنائي محدود وفي إطار ضيق بين الدول العربية والإفريقية.

وقد شهدت فترة السبعينيات تطورا واضحا وملموسا فيما يتعلق بدعم وتعزيز العلاقات العربية - الإفريقية، إذ حقق التعاون العربي - الإفريقي خلال تلك الفترة نقلة نوعية كبري، وذلك بقيام كافة الدول الإفريقية (باستثناء كل من مالاوي وليسوتو وسوازيلاند) بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، إثر حرب السادس من أكتوبر 1973 . ويمثل هذا الإجراء الإفريقي الجماعي أبرز مظاهر التضامن العربي - الإفريقي، إذ تمخض عن خلق اهتمام خاص لدي الجانب الإفريقي بالقضايا العربية، والذي تجسد بشكل واضح في تخصيص بند دائم لقضية فلسطين والشرق الأوسط علي جدول أعمال اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة الوحدة الإفريقية. وفي نوفمبر 1973، وخلال انعقاد مؤتمر القمة العربي السادس بالجزائر، فوض المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية في الاتصال بنظيره في منظمة الوحدة الإفريقية لمناقشة موضوع التعاون العربي - الإفريقي، وتعزيز العلاقات العربية - الإفريقية.

وفي أوائل عام 1974، أنشئت إدارة خاصة بالشئون الإفريقية والعلاقات العربية - الإفريقية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ومن ناحيته، اتخذ المجلس الوزاري الإفريقي قرارا في فبراير 1974 بإنشاء إدارة تابعة للأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية، تختص بشئون التعاون العربي - الإفريقي. وقد تبلور التعاون العربي - الإفريقي في إطاره المؤسسي والمقنن، وذلك حينما التقت الإرادة العربية والإفريقية لتحقيق التطلعات والطموحات المشتركة بعقد المؤتمر الأول للقمة العربية - الإفريقية بالقاهرة في الفترة من 7-9 مارس عام 1977، والذي صدرت عنه إعلانات وقرارات وبرامج عمل التعاون العربي - الإفريقي، والتي تضمنت أهداف ومباديء التعاون ومجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تضمنت أيضا آليات التعاون أو أجهزته المشتركة. (طالع عدد يوليو 2007)

.................................
* دبلوماسي بجامعة الدول العربية